وقد جرت عادة الله التي لا تتبدل وسنته التي لا تتحول أن يلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه ويلبس المرائي ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغض وما هو اللائق به ...فالمخلص له المهابة والمحبة وللآخر المقت والبغضاء.
أنواع الناس في المخالطــة قال ابن القيم رحمه الله :الناس على أربعة أقسام : 1- من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه .وهذا أعز من الكبريت الأحمر وهم العلماء بالله وأوامره الناصحون لله ولكتابه ولرسوله ولخلقه . ... 2- من مخالطته كالدواء .يحتاج إليه عند المرض فقط ، وهم من لا يستغنى عن مخالطتهم في مصلحة المعاش 3- من مخالطته كالداء .وهم من في مخالطته ضرر ديني أو دنيوي . 4- من في مخالطته الهلاك كله .وما أكثر هذا الضرب في الناس ، وهم أهل البدع والضلالة المرجع : الفوائد : 1 / 519
عندما مرت عربة الملك امام "بيتهوفن" وبرفقته الفيلسوف "فيخته"، انحنى الجميع عدى "بيتهوفن"، فسأله "فخته" لماذا لم تقدم الاحترام للملك؟ فرد عليه : العالم مليء بالملوك والأمراء ولكن هناك فقط "فخته" واحد "وبيتهوفن" واحد
وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة، ولا سلطانًا، إنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد له أعناقها فيجز، وتحني له رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى ! والجماهير تفعل هذا مخدوعةً من جهة، وخائفة من جهة أخرى، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم، فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها، وكرامتها، وعزتها، وحريتها.
"ماقيمة السعادة وأنت تعيش في زمن من التعساء، ماقيمة القصور وحولك "خرابة" ؟ ماقيمة الأرصدة في البنوك وأمامك الناس جوعى ..إن الذين يتصورون أن السعادة ممكنة بعيدة عن الآخرين واهمون.. إننا سعداء بمن حولنا وأغنياء بمن نعيش بينهم"...